تكملة شروط 'لا إله إلا الله'
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ،
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} ،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة،
وكل ضلالة في النار.
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اخواتي نكمل اليوم موضوع الأمس
في شروط 'لا إله إلا الله'
مع بقية الأدلة القبول والصدق والمحبة والموالاة
[دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة]
س: ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة؟
جـ: قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها: {احْشُرُوا
الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} [الصافات: 22] إلى
قوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
يَسْتَكْبِرُونَ - وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ
مَجْنُونٍ} [الصافات: 35 - 36] الآيات، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل ما
بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت
الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به
الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا
تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من
لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلتبه» () رواه البخاري (79) ، ومسلم
(الفضائل / 15) ، وأحمد (4 / 399)) .
س ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة؟
جـ: قال الله تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ
الْخَالِصُ} [الزمر: 3] وقال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}
[الزمر: 2] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا
الله خالصا من قلبه» (رواه البخاري (99) ، وأحمد (2 / 373)) وقال النبي صلى الله
عليه وسلم: «إن الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه
الله» (رواه البخاري (425) ، ومسلم (مساجد / 263)) .
[دليل الصدق من الكتاب والسنة]
س: ما دليل الصدق من الكتاب والسنة؟
جـ: قال الله تعالى: {الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ
يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3] إلى آخر الآيات، وقال النبي صلى
الله عليه وسلم: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من
قلبه إلا حرمه الله على النار» (رواه البخاري (128) ، ومسلم (الإيمان / 53)) وقال
للإعرابي الذي علمه شرائع الإسلام إلى أن قال: «والله لا أزيد عليها ولا أنقص
منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفلح إن صدق» (رواه البخاري (46،
1891) ، ومسلم (الإيمان / 8، 9) ، وأحمد (1 / 162) ، وأبو داود (391)) .
[دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة]
س: ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة؟
جـ: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد بهن
حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه
إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في
النار» ((1) رواه البخاري (16، 21، 6941) ، ومسلم (الإيمان / 67، 68)) .
[دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله]
س: ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله؟
جـ: قال الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ
بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51] إلى
قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة:
55] إلى آخر الآيات، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ
عَلَى الْإِيمَانِ} [التوبة: 23] الآيتين، وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22] الآية، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1] إلى آخر
السورة، وغير ذلك من الآيات.
تذكير مهم : كما قرأتم في الموضوع السابق
فهذه الشروط الشروط على تنفع قائلها إلا باجتماعها فيه
فعسى الله أن يوفق كل المسلمين أن يعملوا على تحقيقها
وأسأله أن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه
معا نرتقي وفي الجنة نلتقي إن شاء الله رب العالمين
ليست هناك تعليقات